مــقالات







من خلال هذه الصفحة سيتم إقتباس مقاطع من بعض المقالات العلمية 
 في مجال التصميم التعليمي وتكنولوجيا التعليم بشكل عام 

(1)

تصميم التعليم: نظرة تاريخية


ترجمة: عصام أحمد فريحات
A History of Instructional Design and Technology:
Part II: A History of Instructional Design
By: Robert A Reiser
Educational Technology Research & Development Journal (ETR&D), Vol. 49, No. 2, 2001, pp. 57-67
تصميم التعليم : نظرة تاريخية 

يبحث هذا المقال تاريخ تصميم وتقنية التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية، وجهود تطوير البرامج التدريبية خلال الحرب العالمية الثانية، وأبرز ما يتعلق بنماذج تصميم التعليم الأولى في الستينيات والسبعينيات، ويتناول كذلك الأحداث الرئيسية في تطور عملية تصميم التعليم، و العوامل التي أثرت في المجال خلال العقدين الماضيين بما فيها الاهتمام المتزايد بعلم النفس المعرفي، وتقنية الأداء، والبنيوية.


تاريخ تصميم التعليم

تم خلال الأربعة عقود الماضية تطوير مجموعات متنوعة من إجراءات (نماذج) تصميم التعليم النظامية، وقد كان يدلل عليها بمصطلحات مثل مدخل النظم (systems approach)، تصميم نظم التعليم (instructional systems design ISD)، تطوير التعليم (instructional development)، تصميم التعليم (instructional design)، وبالرغم من اختلاف توليفات الإجراءات التي تستخدم في نماذج تصميم التعليم، فإن معظم هذه النماذج تتضمن تحليل المشكلات التعليمية، والتصميم، والتطوير، وتطبيق وتقويم إجراءات ومواد التصميم التي توضع لحل هذه المشكلات.

أصول تصميم التعليم:

الحرب العالمية الثانية.

ترجع أصول إجراءات تصميم التعليم إلى الحرب العالمية الثانية (Dick,1987)*، فقد استدعي خلال هذه الحرب عدد كبير من علماء النفس والتربويين الذين لديهم تدريب وخبرة في إجراء البحوث التدريبية؛ للقيام بأبحاثٍ، وتطوير موادَّ تدريبيةٍ للخدمات العسكرية. وقد كان لهؤلاء الأفراد ـ الذين كان من بينهم روبرت جانييه، ليسلي برغز، وجون فلانغان، وكثيرون غيرهم ـ أثر واضح في تحديد مواصفات المواد التدريبية التي تم تطويرها، والتي اعتمد في كثير منها على مبادئ التعليم المشتقة من النظرية والبحث في التعليم.
وكذلك وظف علماء النفس معارفهم في التقويم والاختبارات للمساعدة في تقويم مهارات المتدربين، واختيار الأفراد الذين استفادوا أكثر من غيرهم من كل برنامج تدريبي، وعلى سبيل المثال كانت نسبة الفشل في أحد برامج التدريب على الطيران مرتفعة خلافا ًلما هو متوقع، ولمعالجة هذه المشكلة اختبر علماء النفس المهارات العقلية والحس حركية والإدراكية لدى لأفراد الذين كانوا قادرين على أداء المهارات التي تم تعلمها بنجاح في البرنامج ، ومن ثم قاموا بتطوير اختبارات تقيس هذه السمات، وأصبحت هذه الاختبارات تستخدم لاختيار المرشحين لذلك البرنامج التدريبي ، وتوجيه الذين يكون أداؤهم ضعيفا في هذه الاختبارات إلى برامج أخرى، ونتيجة لاستخدام هذه الاختبارات في المهارات الأساسية التي يمتلكها الأفراد (المهارات المدخلية) استطاع الجيش وبشكل كبير رفع نسبة الأشخاص الذين يجتازون البرامج التدريبية بنجاح.
وبعد الحرب مباشرة واصل العديد من علماء علم النفس الذين كانوا وراء النجاح في برامج التدريب العسكرية العمل على حل مشكلات التعليم، وأُنشئت لهذا الغرض منظمات مثل المؤسسة الأمريكية للبحوث، وفي نهاية الأربعينيات وخلال الخمسينيات بدأت مثل هذه المنظمات النظر إلى التدريب كنظام، وطورت عددا من الإجراءات المبتكرة للتحليل، والتصميم والتقويم (Dick, 1987)، وفي هذه الفترة
ــ على سبيل المثال ــ طور (روبرت ب. ميلر) طريقة مفصلة لتحليل المهام خلال عمله على برنامج خاص بالجيش (Miller, 1953, 1962)، وقد لخص جانييه ما قام به ميلر وغيره من رواد مجال تصميم التعليم في الكتاب الذي حرره بعنوان "مبادئ علم النفس في تطوير النظم".

تطورات مبكرة أخرى: حركة التعليم المبرمج

لقد ثبت أن حركة التعليم المبرمج (Programmed Instruction) التي قامت في وسط الخمسينيات وحتى وسط الستينيات كانت عاملا مهما في تطور مدخل النظم. وقد بدأ مقالُ (ب. ف. سكنر) في عام 1954 والذي كان بعنوان " علم التعلم وفن التدريس" ما يمكن أن يطلق عليه ثورة في ميدان التربية، وفي هذا المقال وما بعده (e.g., Skinner, 1958)، وضح سكنر أفكاره المتعلقة بمتطلبات زيادة التعلم الإنساني والخصائص المفضلة للمواد التعليمية الفعّالة، وبيّن سكنر أن هذه المواد التي تدعى مواد التعليم المبرمج تستوجب تقديم التعليم في خطوات صغيرة ، تتطلب استجابات علنية للأسئلة المتتالية، وتزويد تغذية راجعة مباشرة، والسماح للمتعلم بالسير وفق سرعته الخاصة، ولأن هذه الخطوات تكون صغيرة جدا، فمن المتوقع أن المتعلم سيجيب عليها جميعها بشكل صحيح وبالتالي فإنه يُعَزَّزُ إيجابيا من خلال التغذية الرجعة التي يتلقاها.
إن العملية التي وصفها سكنر وآخرون (cf. lumsdine & Glaser, 1960) لتطوير التعليم المبرمج تمثل منحى تجريبيا في حل المشكلات التربوية: حيث يتم جمع البيانات المتعلقة بفاعلية المواد، وتحديد أوجه القصور في عملية التعليم هذه، وفي ضوء ذلك تتم مراجعة هذه المواد. وإضافة لإجراءات التجريب والتعديل هذه ـ التي تسمى هذه الأيام "التقويم التكويني" ـ تضمنت عملية تطوير المواد المبرمجة خطوات أخرى عديدة توجد في نماذج تصميم التعليم الحالية (Heinich, 1970).


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2)

الاستثمار في التعليم الإلكتروني  

الكاتب : محمد القرزمة
المصدر : [مجلة آسية - 14 جمادى الآخرة 1427 هـ - 10-07-2006 م]

مليارات الريالات تنفقها الدول النامية والمصنعة على التقنية في الخليج العربي، وتوقع تقرير «اقتصادي» أن تنمو معدلات الإنفاق على تقنية المعلومات في الشرق الأوسط وفي الخليج بالتحديد، بنسبة 30% تقريبا خلال السنوات الأربع المقبلة. ويبدو أن معظم هذه الاستثمارات التقنية سوف تتركز في مجال الحلول البرمجية والتطبيقات على مستوى القطاع الخاص، وكذلك القطاع الحكومي، مع جعل القطاع الخاص شريكاً في التدريب والتعليم بصفة دائمة..
مجلة "آسية" الإلكترونية استضافت الدكتور "سعيد آل مزهر" من كبار المتخصصين في هذا المجال في المملكة العربية السعودية.
* وعندما طرحنا على الدكتور "آل مزهر" سؤالا عن الكلفة الاقتصادية للتعليم الإلكتروني قال: الحقيقة أن القضية هنا ليست قضية تحديد كلفة مالية لتشغيل مشروع التعليم الإلكتروني؛ بقدر ماهي قضية تحتاج إلى وضع استراتيجيات شاملة، وخطط عمل تشمل ميزانية شاملة، وطرقاً مختلفة، لتمويل مشروع التعليم الإلكتروني، لأن الميزانية يجب أن تشمل ما يخص التصميم والتطوير والتسويق والتقديم والصيانة المستمرة، بالتعاون مع القطاع الخاص، وأنا هنا أركز على القطاع الخاص؛ حيث إن الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص المتخصصة في هذا المجال هي النجاح بعينه، إذا أردنا أن يكون لدينا تعليم إلكتروني صحيح، كذلك المسألة هنا متعلقة بوقت وجهد يتطلب أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، ولا ننسى هنا أن التعليم الإلكتروني أصبح سوقا عالمية تستحق الاستثمار.
أيضا لابد من الإشارة هنا إلى أن التعليم الإلكتروني نمط يستخدم تقنية المعلومات والاتصالات لخدمة التعليم التقليدي وتطويره وتجويده ونقله نقلة نوعية، من هنا لابد أن تكون الميزانية الخاصة بالتعليم التقليدي في الميزانية العامة للدولة تشمل التعليم الإلكتروني؛ لأنه جزء لا يتجزأ من التعليم المتطور المجود الذي ننشده.
* وعند الحديث عن المحتوى التعليمي للتعليم الإلكتروني قال: المحتوى أحد الأمور المهمة جدا في التعليم الإلكتروني؛ لأنه متصل بالتعلم الصفي اتصالا مباشرا، كما أنه متعلق بالمادة العلمية المعرفية، وله علاقة بجوانب كبيرة أخرى تؤدي إلى الإبداع والابتكار في إيصال المعرفة الخاصة بالمحتوى العلمي، الذي يعتمد على أهداف تعليمية تخصص كل مقرر، كما أن المحتوى له أنماط مختلفة؛ لأنه ليس كل محتوى مناسباً لبيئة التعلم الإلكتروني، وهنا يأتي دور المصممين، وقبلهم ولاشك محللو المحتوى؛ لأنهم يساعدون المصممين على تحديد مجالات المحتوى المناسبة للتعلم الإلكتروني، وما ينبغي إعطاؤه بالطريقة التقليدية اعتمادا على الموقف التعليمي، هنا يجب الإشارة إلى أن التمازج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني يؤدي إلى تعليم نوعي يناسب البيئة التعليمية في المملكة العربية السعودية.
أعود وأقول إننا نحتاج عند تصميم المحتوى الإلكتروني إلى الاهتمام بأمور مهمة، مثل مدى ثبات المحتوى وتحديثه وتنقيحه بين فترة وأخرى، ومدى قابليته للتغيير ومسايرة الواقع.
نقطة مهمة أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار عند تصميم المحتوى، هي من المتعلمون؟ وتحديد الأهداف، والوسائط التعليمية، والعروض التقديمية العلمية والعملية، والتدريب والنشاطات التعليمية، وغيرها من القضايا التعليمية التعلمية التي يطول الحديث عنها.
* وبخصوص حدود التعليم الإلكتروني، قال: التعليم الإلكتروني يوسع حدود التعليم والتعلم؛ لأن التعليم يمكن أن يحدث في البيت وفي المدرسة وفي أماكن الاستراحة والترفيه، وفي أي وقت، ويتصف بالمرونة المطلقة من حيث الزمان والمكان، هذا بدوره يجعل المتعلم أكثر نشاطا والتصاقا بالمنهج، بشرط الإبداع في التصميم والجاذبية والتشويق، لأن العملية التعليمية تتمركز حول المتعلم كعنصر ونواة تنطلق منه عملية التعليم الإلكترونية.
* وحول خصوصية المرأة في مجال التعليم الإلكتروني قال: أعتقد أن التعليم عن بعد بشكل عام والتعليم الإلكتروني كأحد أنماطه، نعمة كبيرة أنعم بها الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة، وخاصة المرأة المسلمة؛ لما في هذا النوع من التعليم من خدمة لها والمحافظة على خصوصيتها في المجتمع الإسلامي المحافظ، حيث تتمكن المرأة المسلمة من التعلم من وفي منزلها حسب وقتها، وحسب جهدها، يقول أحد المختصين السعوديين في مجال التعليم الإلكتروني إن التعليم الإلكتروني بمثابة البساط السحري للمرأة المسلمة، والذي من خلاله يمكن للمرأة أن تتعلم في أي وقت وفي أي مكان، إننا هنا يجب أن نستغل الإمكانات التي يوفرها التعليم الإلكتروني لخدمة المجتمع على وجه العموم والمرأة على وجه الخصوص.
وستتمكن المرأة من خلال التعليم الإلكتروني إكمال تعليمها، خاصة تلك التي تزوجت، أو التي لم تتمكن من إكمال تعليمها لأسباب اجتماعية أو غيرها في المدارس والجامعات.
* وحول التعليم الإلكتروني كوسيلة تعليمية أشار إلى أن التعليم الإلكتروني إحدى وسائل التعليم عن بعد، فالتعليم عن بعد مفهوم أشمل من مفهوم التعليم الإلكتروني، الحاسوب، التعليم المبرمج، التلفزيون، الفيديو، الراديو، المراسلة، وغيرها.. كلها وسائل للتعليم عن بعد، لكن التعليم الإلكتروني ببساطة هو تقديم المناهج أو المقررات عبر شبكة الإنترنت، وقد يكون التعليم فيه متزامنا، أي يكون التعليم محدد المكان والزمن، أو غير متزامن، وفيه يتلقى المتعلم تعليمه وفق برنامج يتم فيه انتقاء الزمان والمكان بما يتناسب مع ظروف المتعلم.

* وحول ثقافة المجتمع السعودي والتعليم الإلكتروني أكد بقوله: لا شك نحن نحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع نحو العمل الإلكتروني، والتحول التدريجي من التقليدية إلى الإلكترونية يتطلب التدرج في التحول، وفي اعتقادي أن تطبيق الحكومة الإلكترونية في الأعمال الحكومية وإدارة العمل والبنوك وغيرها، سيزيد من ثقافة المجتمع الإيجابية نحو العمل الإلكتروني، هذا يقود المجتمع بدوره إلى استقبال فكرة تطبيق الحكومة الإلكترونية في العمل التربوي والتعليمي بايجابية وسهولة، وبالتالي استثمار توظيف تقنية الاتصالات والمعلومات لخدمة المتعلم والعملية التربوية والتعليمية برمتها.
* وحول قضية اعتراف المملكة بالتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، قال: القضية هنا ليست قضية أن المملكة تعترف أو لا تعترف بخريجي الجامعات التي تقدم تعليمها عن طريق التعليم عن بعد، لأن هناك ما يسمى بالاعتماد التعليمي أو الأكاديمي في المدارس والجامعات، فهناك أنظمة تحكم ذلك، ووزارة التعليم العالي هي الجهة المخولة، ولديها دراية كاملة حول هذا الموضوع، لما فيه مصلحة هذا البلد الكريم، ومصلحة المتعلم نفسه.
في المقابل ليس هناك مشكلة في الشهادة التي يحصل عليها الطالب عن طريق التعليم عن بعد إذا كانت من جامعة معترف بها، وعلى وجه العموم في هذا المجال إذا كانت الشهادة معترفاً بها أو غير معترف بها، فالمهم جدا هو من الذي يعترف بهذه الشهادة.
* وبخصوص تلبية التعليم الإلكتروني وتلبية حاجات المجتمع أشار إلى أن التعليم الإلكتروني استطاع تلبية حاجات كثير من المتعلمين والمتدربين، وقدم خدمات تربوية وتدريبية قابلة للنمو، وأكدت كثير من الدراسات جدوى التعليم الإلكتروني، وأتاح فرص التعليم على نطاق واسع، وشكل التعليم الإلكتروني فرصة للفئات التي حُرمت من التعليم لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو جغرافية أو غيرها من الأسباب والعوائق، هذا ما يجب أن نعترف به قبل الخوض في حل مشكلة الضغط على الجامعات والقبول فيها، لكن السؤال المهم هنا: هل ستنافس الجامعات الإلكترونية الجامعات التقليدية، خاصة في إعداد الكوادر والتهيئة لسوق العمل؟ لا أعتقد ذلك؛ لأن الجامعات والمدارس التقليدية تقوم بدور تربوي وتعليمي مهم ملموس ومحسوس لا يمكن الاستغناء عنه بالدور التعليمي للتعليم الإلكتروني، خاصة إذا كان غير متزامن.

هناك 5 تعليقات:

  1. مقالات ثرية بكل ماهو مفيد وشيق وملفت للتعرف أكثر على هذا العلم سلمت أناملك بوركتي

    ردحذف
  2. طرح شيق ومفيد جزيتي خيرا

    ردحذف
  3. مقلات مفيدة شكرا لك اخت عيدة مجهود رائع.

    ردحذف
  4. مقالات مفيده شكرا لك عزيزتي عيده بارك الله فيك استفدة كثيرا منها .

    ردحذف
  5. جزاك الله خير اختي عيدة ,,

    اطلاعنا على مثل هذه المقالات يتري حصيلتنا التاريخية في المعرفة والتقدم العلمي

    ويسهم في إثارة دافعيتنا لتدوين تاريخنا المعاصر في مقالات هادفة كهذه .

    ردحذف